الخميس، 3 يوليو 2014

مقارنة بين المدارس الكلاسيكية والإنسانية والسلوكية الاجتماعية





مقارنة بين المدارس الكلاسيكية والإنسانية  والسلوكية الاجتماعية

 

أولاً: المدرسة السلوكية الاجتماعية:
اهتمت تلك المدرسة بسلوك الفرد والجماعة في أثناء العمل من اجل زيادة الإنتاج.
ومن رواد هذه المدرسة " إلتون مايو وروتلز بيرجر " وقد استمدت هذه المدرسة أرائها ومبادئها من علم النفس وعلم الاجتماع.
ومن معالم هذه المدرسة البارزة حركة العلاقات الإنسانية التي انطلقت من تجارب الهوثرون في مصانع شركة وسترن الكتريك حيث درست تأثير المتغيرات المادية
(إضاءة – ظروف العمل ) علي إنتاج العاملين, وقد تركزت هذه المدرسة على أن المؤسسة نظام اجتماعي وفني. وربطت بين رضى العامل وإنتاجه. وقالت أن الإداريين بحاجة لمهارات اجتماعية وفنية واعتمدت الأساليب العلمية في إسلوب التجارب والاستقصاء ودراسة الحالة.وقد انتقدت تلك المدرسة لتركيزها على العامل الإنساني وإهمالها للعوامل الأخرى.
الافتراضات:
1.    تدعيم مفهوم الرجل الاجتماعي، أي أن الإنسان يرغب في العمل في جو يسوده العلاقات الطيبة والشعور بالانتماء.
2.  تدعيم مفهوم الرجل المحقق لذاته، أي أن الفرد يكون أكثر إنتاجية عندما يشعر بأهميته وعندما يتمتع بالرقابة الذاتية، أي أن الناس موجهون ذاتيا للوصول إلى الأهداف المطلوب تحقيقها، وأن اهتمامهم بتحقيق هذه الأهداف يرتبط إيجابيًا بمدى اتساق وتكامل ومساهمة هذه الأهداف في تحقيق أهدافهم الشخصية.
3.  أن الفرد لا يسعى للعمل لتحقيق إشباع حاجات اقتصادية فقط، بل أن الحاجات الإنسانية الأخرى لا تقل في أهميتها عن الحاجات الاقتصادية، أو في بعض الأحيان قد تحتل هذه الحاجات موقع متقدم في سلم الحاجات الإنسانية بالمقارنة بالحاجات الاقتصادية.


التصورات العامة للمدرسة السلوكية الاجتماعية:
القيادة والاتصالات:
نجاح الأعمال القيادية للمدير يتحدد في كثير من الحالات من خلال وجود شبكة اتصالات لنقل المعلومات والبيانات من المستويات الإدارية والفنية المختلفة، شريطة أن لا يكون هناك ازدواجية في إيصال المعلومات وإصدار الأوامر والتعليمات.وأكد بارنارد على مبدأ تفويض السلطة من الأعلى.
وإن المشاركة في اتخاذ القرارات من قبل العمال تفترض على الإدارة أن تضمن توفر الظروف والشروط التالية:
§       العمل على تهيئة المناخ الملائم لخلق الروابط والصلات الموضوعية والايجابية فيما بين العمال والإدارة (الرؤساء) من جهة وفيما بين العمال أنفسهم من جهة ثانية
§       المشاركة في الإشراف واتخاذ القرارات الإدارية.
§       وضع أهداف طموحة تتطلب جهدًا جماعيًا لتنفيذها.
ومن التصورات الأخرى للمدرسة السلوكية ما يلي:
1.   أنها تهدف إلى تحقيق كل من أهداف الأفراد والمؤسسة في أن واحد وذلك بتوفير حاجيات العامل وإشباعها و منه فيمكنه بذلك القيام بعمله على أكمل وجه و إتقانه و تحقيق ربح المؤسسة والاستمرارية.
2.   أن العمال لا يسلكون ويجابهون الإدارة وسياساتها كأفراد وإنما يسلكون باعتبارهم أعضاء في جماعات.
3.   كمية العمل التي يؤديها العامل وبالتالي مستوى الكفاءة والرشد على مستوى التنظيم لا تتحد تبعا لطاقته الفسيولوجية وإنما تتحد تبعا لطاقته الاجتماعية .
4.   أن القيادة الإدارية تلعب دورا أساسيا في التأثير على تكوين الجماعات وتعديل تقاليدها بما يتناسب مع أهداف التنظيم. كذلك فان القيادة الإدارية تعمل على تحقيق درجة اكبر من التقارب والتعاون بين التنظيم الرسمي والتنظيم غير الرسمي.
5.   أن السبيل لتحقيق هدا التقارب هو إدماج التنظيم غير الرسمي في التنظيم الرسمي عن طريق اشتراك العمال (العاملين بصفة عامة ) في عملية الإدارة و تحميلهم مسؤولية العمل على تحقيق أهداف التنظيم.
6.   خلقت المدرسة السلوكية روح العمل كفريق واحد مترابط ومتحد لا كأجزاء منعزلة كأنهم عائلة واحدة متفاهمة و متعاونة.




ثانياً: المدرسة الكلاسيكية:
وهي تتألف من اتجاهين هما:
أ – الإدارة العلمية: وقد بنيت على نظرية الرجل الاقتصادي والتي تنظر إلى العامل على انه رجل كسول وأناني مهتم بمصلحته الشخصية والنواحي المادية هي المحفز له. ومن رواد هذه المدرسة " تايلور وهنري غانيت وفرانك".
وقد اهتم رواد هذه المدرسة بالكفاية الإنتاجية وإصدار الأوامر وان العامل آلة بيولوجية  وقد انتقدت هذه المدرسة لتجاهلها النواحي الإنسانية.
ب-البيروقراطية:  وقد جاء بها العالم الألماني ( ماكس فيبر ) الذي طور مفهومها بهدف توفير الحد الأعلى من الكفاية الإنتاجية.
افتراضات المدرسة الكلاسيكية:
من الافتراضات التي قامت عليها المدرسة الكلاسيكية ما يلي:
1)   أن الطاقة الجسدية للفرد هي العامل الهام المؤثر في إنتاجيته.
2)   أن المنظمة والأداء الإداري بها يمثل نظامًا مغلقًا لا يتأثر بالعوامل الخارجية.
3)   وجود وظائف إدارية ومبادئ لها صفة العمومية مهملاً أثر متغيرات الموقف.
التصورات العامة للمدرسة الكلاسيكية:
إن التصورات العامة للمدرسة الكلاسيكية تتمثل في:
§       تقسيم العمل : ينتج تقسم العمل عن تطبيق مبدأ التخصص الذي نادي به الاقتصاديون كضرورة للاستخدام الأمثل للقوى العاملة.
§        السلطة والمسؤولية : لقد اتضح أن هنالك ارتباط وثيق بين السلطة والمسؤولية, وأن الأخيرة موزاية للسابقة منبثقة عنها, وأن السلطة مزيجا من السلطة الرسمية المستمدة من المنصب الرسمي واختصاصاته, والسلطة الشخصية التي قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة.
§        الإلتزام بالقواعد: وهي في نظر فايول احترام الالتزامات الهادفة الى تحقيق الطاعة والتنفيذ ومظاهر الاحترام, وأن تحقيق النظام يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في جميع المستويات..
§       وحدة الإتجاه : ذلك أن كل مجموعة من النشاط متحدة الهدف يجب أن يكون لها رئاسة واحدة وخطة واحدة, وتختلف عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط لا بالأفراد.
§        خضوع الأفراد للمصلحة العامة : وهذا المبدأ يتطلب من الإدارة التدخل حينما تتعارض مصالح العاملين مع المصالحة العامة أو الأهداف العامة للمنظمة, وذلك من أجل المحافظة على استقرار التنظيم واستمراريته..
§       النظام : ويقصد به وضع كل شيء وكل شخص في مكانه ويقسم إلى قسمين، نظام مادي يعني بوضع الآلات والأدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل, ونظام اجتماعي يتهم بوضع كل شخص في المكان المناسب, كما يتهم بتنسيق الجهود, وتحقيق الانسجام بين نشاطات الوحدات المختلفة في التنظيم.
§        العدالة : يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على ولائهم وانتمائهم, وأن يلتزم كل منهم بأداء واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه كافه..
§        الاستقرار الوظيفي : ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في عملة, كما يؤكد على أن المنظمات الناجحة هي المنظمات المستقرة..
§        العمل بروح الفريق : يوضح هذا المبدأ أهمية العمل الجماعي وأهمية الاتصالات الفعالة, والتعاون بين الرئيس والمرؤوسين بما يكفل أداء الأعمال بكفاءة وفاعلية. وهو ما يرتبط بقدرة القائد الإداري على التأثير في سلوك العاملين..
§       مبدأ التنسيق : ويقوم هذا المبدأ على أساس توفير وحدة العمل في سبيل تحقيق هدف محدد, ويعتمد على نجاح هذا المبدأ ليس فقط على استخدام السلطة فحسب, بل أيضاً على وجود روح التعاون والحالة المعنوية بين أفراد التنظيم.
§       مبدأ التدرج الهرمي : ويؤكد هذا المبدأ على تدرج السلطة والمسؤولية من القمة إلى القاعدة في شكل هرمي. وينطوي هذا المبدأ على العمليات الفرعية التالية : القيادة-تفويض السلطة – تحديد الوظائف.
§       المبدأ الاستشاري : وهو يعنى بالاستعانة بأهل الخبرة, وتحديد دور الاستشاريين في تقديم النصح والإرشاد. بينما يتحمل التنفيذيون المسؤولية عن النتائج وبالتالي تفوض لهم السلطة التنفيذية.



ثالثاً: المدرسة الإنسانية:
من المقومات الأساسية لظهور مدرسة العلاقات الإنسانية في الإدارة هي دراسات وأبحاث هاوثورن، وكانت نتائج أبحاث إيلتون مايو تمثل اللبنة المتينة في ركائز هذه المدرسة الجديدة ودعائمها لأنه كان مستشارًا لهذه الدراسات التي استمرت زهاء خمس سنوات ويعد بحق من مؤسسي حركة العلاقات الإنسانية في الإدارة.
وإن أبحاث هاوثورن بدأت في الولايات المتحدة الأميركية في عام ١٩٢٧ من قبل مجموعة من علماء الاجتماع في جامعة هارفارد في  إحدى الشركات الصناعية الكبيرة وهي ويسترن اليكتريك.
الافتراضات:
1)   تأثير الإضاءة على العاملين في الظروف الإنتاجية على مستويات الأداء.
2)   التأثيرات المادية على إنتاجية العاملين في المجموعات المختلفة.
3)   أهمية وقوة تأثير العامل الإنساني والنفسي مقارنًا بالعوامل المادية والفنية
التصورات العامة:
-       من العوامل الأساسية لزيادة إنتاجية العمل هو شعور العمال بالرضى والراحة النفسية وتمتعهم بروح معنوية عالية. وهذا العامل النفسي غير المادي قد يفوق في أهميته الحوافز التشجيعية المادية لزيادة الإنتاجية.
-       إن العلاقة التي تربط العاملين بالإدارة ورضى الأفراد عن هذه العلاقة سيؤدي حتمًا إلى التفاف وتعاون العمال لتنفيذ البرامج والسياسات والخطط الإنتاجية للمشروع الاقتصادي.
-       إن الاعتبارات المادية والحوافز التشجيعية لا تعني للعامل كل شيء بالنسبة لزيادة الإنتاج وتحسين نوعيته واستخدام المادة الأولية والآلة بالشكل المطلوب، إلى جانب ذلك فان العوامل النفسية واحترام إنسانية الكائن البشري كفرد وكمجموعة سيكون له وبكل تأكيد الأثر الفعال في زيادة الإنتاج وتحسين المؤشرات النهائية لعمل المنشأة الاقتصادية.
-       إن مدرسة العلاقات الإنسانية تؤكد على ضرورة منح العاملين قدرًا معينًا من حرية التصرف في أثناء تأدية المهام الإنتاجية لان الإنسان بطبيعته محب للحرية ولإثبات الذات وكاره للتسلط والعلاقة البيروقراطية التي قد تنشأ بين الرئيس والمرؤوسين.
-       إن المسؤولية ليست فردية بل جماعية لان عددًا كبيرًا من الأفراد يشتركون مع بعضهم في تنفيذ أعمال متناسقة ومتكاملة مع بعضها ولا يمكن فصله.
-       مسؤولية كل فرد تتحدد من خلال حجم أو قيمة الأعمال التي نفذها قياسًا بأهداف المشروع الاقتصادي المراد تحقيقها.
-       كل مركز من المراكز الوظيفية في الهيكل التنظيمي الإداري يحتاج لشخص محدد حسب المؤهلات والكفايات المطلوب ويتمتع شاغل هذا المركز الوظيفي بسلطة تتناسب تمامًا وطبيعة العمل المسند إليه.
-       إن السلطة الممنوحة للفرد مستمدة بالدرجة الأولى من الموقع الذي يشغله في المنظمة وليست ممنوحة له من المستويات الإدارية العليا.



المراجــع:
1-   محمد قاسم القريوتي1993م (السلوك التنظيمي : دراسة للسلوك الإنساني الفردي والجماعي في المنظمات الإدارية ) دار الشروق.
2-   مهدي حسن زويلف 2001م ( الإدارة نظريات ومبادئ ) دار الفكر للطباعة والنشر عمان.
3-  هاني عبد الرحمن الطويل 1999م ( الإدارة التعليمية مفاهيم وآفاق ) دار وائل للطباعة والنشر عمان.